_خالد_بن_الوليد الحلقة ....حصار_الطائف
وقفنا أمس عند انتصار المسلمين في حنين واوطاس على مالك بن عوف وفر راجعاً الى الطائف ........نكمل لكم ...
لقد انتصر النبي صل الله عليه وسلم على العدو في حنين وطرده من اوطاس وقرر ان لا يعطي الفرصة لمالك بن عوف في أستعادة قوته وتنظيم اى مقاومة أخرى لذلك أرسل النبي الاسرى وقطعان الماشية التى تم الاستيلاء عليها في اوطاس إلى الجعرانة وامر بوضعها تحت الحراسة إلى ان يعود الجيش وفي اليوم التالي انطلق إلى الطائف حيث توجد مقاومة كبيرة ينبغى مجابهتها وهذا كان من ذكائه صل الله عليه وسلم .
تحرك النبي هذه المرة بحذر فبعد الكمين الذي نُصب لهم في حُنين كان النبي صل الله عليه وسلم حريصاً على عدم الوقوع في فخ مرة أخرى وكانت طبيعة الارض في منطقة الطائف كثيرة التلال وتشتمل على جروف صخرية ترتفع حتى تصل إلى السهل المرتفع الذي تقع عليه الطائف وفي أرض كهذه يستطيع قائد كمالك بن عوف نصب كمين في اى مكان منها .
بعد ان ترك النبي صل الله عليه وسلم اوطاس سار في وادى نخلة ثم أتجه جنوباً إلى وادى المليح ومن هذا الوادى سار النبي صل الله عليه وسلم الى وادى القرن ثم سلك الوادي حتى السهل المرتفع الذي يقع شمال غرب الطائف بسبعة اميال وحتى هذا المكان لم يصادف المسلمون اى مقاومة كما ان الكشافين لم يبلغوا بوجود احد من ثقيف خارج الطائف ولكى يفاجئ النبي مالك .
غير النبي صل الله عليه وسلم محور تحركه فاجتاز الاراضي المختلفة شمال الطائف ووصل إلى المنطقة قليلة التلال الواقعة الى الشرق من الطائف بين نخب والصادرة .
ومن هنا سار الى الطائف وجاءها من الخلف وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه في مقدمة الجيش على رأس بنى سليم كحرس متقدم.
ولكن على الرغم من صغر سن مالك بن عوف فان هذا الرجل لا يؤخذ على حين غرة فبعد أن لاقى الامرين في صدامه مع المسلمين في حنين واوطاس قرر أن لا يقبل معركة مع المسلمين في أرض مكشوفة , فهو سيقاتلهم وفق شروطه هو .
لذلك فقد وضع جيشه داخل أسوار مدينة الطائف بعد ان كدس المؤن الكافية لحصار طويل وانتظرت ثقيف بقيادة مالك وصول المسلمين .
وصل المسلمون في الخامس عشر من شوال سنة 8 هجرية وبدؤوا بحصارها الذي أستمر ثمانية عشر يويماً واقيم معسكر المسلمين قريباً جداً من سورها وقد أستغل رماة ثقيف ذلك واطلقوا السهام على المعسكر . وقد أستشهد عدد قليل من المسلمين قبل أن يتم نقل المعسكر إلى المنطقة التى يقوم عليها الان مسجد بن عباس .
وضعت مجموعات من المسلمين حول الطائف لمنع الدخول والخروج وعُين أبو بكر رضي الله عنه مسؤلاً عن عملية الحصار .
قضى المسلمون معظم الوقت في تبادل رمايات النبال مع ثقيف وحاول المسملون الاقتراب من الرماة لكنهم لم يستطيعوا لان رماة ثقيف في وضع افضل لكونهم داخل الاسوار بينما المسلمون كانوا في العراء لذلك اصيب عدد كبير من المسلمين في هذه المناشوات وكان عبدالله بن ابي بكر بين الجرحى .
وهكذا مرت الايام , وكان رسول الله صل الله عليه وسلم قد بعث كل من عروة بن مسعود وغيلان بن سلمة بعد سقوط مكة إلى جرش في اليمن لتعلم صنعة المنجنيق والضور والدبابات (الدبابات هى الات تصنع من خشب وتعشى بجلود ثم يدخل فيها الرجال) ,وكل ما يتعلق بفن الحصار ولكن هذين الرجلين لم يعودوا الا بعد حصار الطائف
.
لكن سلمان الفارسي رضي الله عنه جاء مرة ثانية لمساعدة المسملين كما فعل في غزوة الخندق وهو كفارسي كان يعرف شيئاً ما عن أشكال الحروب المعقدة فصنع المسلمون بناءاً على تعلماته المنجنيق واستخدموه في قذف الحجارة على الطائف وكانوا بارعين في استخدامه لكن تاثيره لم يكن قوياً.
قرر سلمان بعد ذلك استخدام الدبابات وهى عبارة عن ترس كبير مصنوع عادة من الخشب أو الجلد ثم يدخل تحتها مجموعة من المهاجمين ويتقدموا إلى بوابة الحصن وهم محميون من قذائف العدو ثم يندفعون نحو البوابة ويقتحموها بعد أن يحطموها بواسطة عمود ضخم خاص من الخشب أو يشعلوا النار فيها .
وصنع المسلمون بناء على تعليمات سلمان دبابات من جلود البقر ودخلت تحتها مجموعة منهم لاشعال النار في بوابة الطائف وحالما ذهبوا الى البوابة صب مالك ورجاله نفايات حديد ملتهبة على الدبابات وقد سببت هذه النفايات حرق الجلد مما جعلت من تحتها من جنود ان يتركوها بسرعة ويعدوا للخلف بسرعة واثناء فرارهم أطلقت ثقيف رشقة من السهام عليهم وقتلت واحداً منهم .
نكمل في الحلقة القادمة الجزء الاخير من الحصار كي لا نطيل عليكم ........
اذا اتممت القراءه اذكر اسم من اسماء الله الحسنى