فى ناس بتقول انها مش بتحب رقم 13 لانه نحس .. وناس لما بتشوف قطة سودا بتتشاءم وتقول دي نحس.. وفى ناس لما بتشوف ناس معينة بتخاف تقرب منها لانها زي ما بتوصفها "نحس"..
والنحس بحسب ما هو متعارف عليه عندنا هو الشخص اللى الخضرا فى ايديه ناشفة.. واللى بيمسك الدهب يبقى تراب، واللى مطرح ما يحط رجيله يحط الفقر وقلة البخت..
فى الأربعينيات وبينما الحر*ب كانت دايرة هنا وهناك.. خد على الكسار فرقته وخرج بيها من القاهرة إلى جولة فى الصعيد.. لحد هنا عادى .. اللى مش عادي ان الكسار صمم على انه ياخد معاه واحد من أفراد الفرقة اللى كان معروف عنهم انهم نحس.. وقال "أنا بتفائل بيه ومش ممكن أتخلى عنه مهما يكون".. ورغم أن الفرقة كلها عارضت لكن فى النهاية الكل استسلم لرغبة الكسار.. صاحب الفرقة بقى..
سافرت الفرقة وكله حاطط إيده على قلبه ومتوقعين انهم يعملوا حادثة او يحصل بركان او فيضان يجيب طولها عرضها .. المهم ما يوصلوش اسيوط اللى كانت اول محافظة فى جدول العروض.. لكن فى النهاية مفيش اى حاجة حصلت والناس وصلت اسيوط معززين مكرمين سالمين غانمين.. ولما فات يومين ومفيش أى حاجة حصلت.. خرج عليهم الكسار بطريقة المعلم حسن شحاتة ليؤكد "أنا صح .. أنا صح"..
فى اليوم التالت للرحلة بدأت الأجواء تغيم وتتلبش.. لما بطلة الفرقة رجلها اتكسرت وهى نازلة ع السلم الصبح ,, وبقى الكسار بيضرب أخماس فى أسداس ومش عارف يعمل ايه.. لحد ما لقى واحدة من الفرقة حافظة الدور.. واضطر انها تعمل البطولة لحد ما البطلة تخف..
فى الوقت ده بدأ اعضاء الفرقة يهمسوا فى ودان بعض بإسم اخينا النحس وان بركاته حلت على الفرقة وعينه صابت البطلة..
حاول الكسار يسيطر على الموقف.. ويتعامل معاه على أنه أمر عادي.. وقالهم "خلينا نركز فى أول عرض لينا باليل علشان ده هيفرق معانا"..
على الفور بدأت التجهيزات والاستعدادات.. والصالة بقت على أخرها.. وفى المعاد المحدد بدأ العرض وسط حالة من البهجة والسعادة.. لكن فجأة صفا@رات الانذ@ار صوتها ارتفع والناس طلعت تجري من المسرح عشان تلاقى اى مكان أمن تستخبي فيه.. واتقفلت الستارة وكله خرج يلعن الحر@ب واللى عملته واخينا النحس واللى عمله..
قعدت الفرقة يومين فى أسيوط من غير شغل .. وهنا فكر الكسار انهم يروحوا على المحافظة التانية فى الجدول.. يمكن ربنا يفرجها.. وسافروا فعلا على المنيا.. وهما كلهم تفاؤل وأمل وعمر..
فى المنيا عدت الساعات الأولى من غير أى أزمة لحد ما لقوا المتعهد بيقولهم "هنلغى العروض بتاعكتم" .. ليه يا عم؟ قالهم "احنا فى حالة حداد على واحد من كبار البلد اللى اتوفى النهارده الصبح ومش هينفع يبقى فى أي مظاهر احتفالات فى البلد".. وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح وبقى كل اللى بيتقال من أفراد الفرقة غير مباح .. وهنا راح الكسار لحد الممثل اياه وقاله "يا حبيبى انت مكانك مش هنا".. واداله قرشين وقاله "ارجع على مصر شق طريقك هناك.. اكيد فى ناس تانية تستحق موهبتك اكتر مننا"..
المفاجأة بقى أنه لما الممثل إياه رجع القاهرة.. الكسار وفرقته كملوا الرحلة زى السكينة فى الحلاوة من غير أى مشاكل.. ووقتها عرف الكسار انه مكنش صح ولا حاجة..
#الحكواتي_الهامي_سمير
#الهامي_سمير